رئيس التحرير
أيمن حسن

ها نحن نغلق أبواب عام 2024، ذلك العام الذي مرَّ كحلم خاطف، انساب بين أصابع الزمن كقطرات ماء رقراقة، عامٌ استظلّنا بستر الأيام، ورزقنا صحة الأجساد وراحة البال، لم يكن عامًا عاديًا، بل كان لوحة متقنة، نسجتها الحياة بألوان الأمل وأطياف التفاؤل، تاركًا في ذاكرتنا أثرًا لا يُمحى.

منذ بدايته، بدا العام كأنه وعد صادق، مضينا فيه نحمل أمنياتنا على أكتاف الأمل، وكأننا نزرع بذور الحلم في تربة الغد، لم تخلُ أيامه من التحديات، لكننا سرنا بثقة، وكأنما استقينا من صباحاته ضوءًا يضيء لنا الطريق، كان عامًا يبتسم لنا بلطف حين تشرق شمسه، ويعانقنا بأمان حين يهبط ليله.

في دفاتر العمر، ستُكتب أيام 2024 كفصول هادئة من كتاب الحياة، تعلمنا فيه أن الستر لا يُقاس بالماديات، بل هو أن تسير في دروبك دون خوف، وأن تشعر بدفء الطمأنينة في قلبك، وأن الصحة ليست مجرد نبضٍ منتظم، بل هي ذلك الشعور بالحيوية، القادر على رفع أجنحتنا في فضاءات الأحلام.

ومع كل غروب شمس في هذا العام، كان هناك درس جديد، ومهما كانت التجارب، كان اليقين حاضرًا بأن القادم أجمل، ربما لم نحقق كل ما رسمناه، لكننا أدركنا أن الأمل يُجدَّد، وأن الأحلام تُعاد صياغتها مع كل بداية.

وفي اللحظات الأخيرة من العام، نقف على عتبة 2025، نلوّح لعامٍ مضى، ونستقبل آخرًا بأيدٍ ممدودة للسماء، نحمل في قلوبنا أمانيًّا جديدة وأحلامًا لم يَطوها الغبار، ندعو أن يحمل لنا العام القادم مزيدًا من الخير، ونشكر عامًا كان شاهدًا على نضجنا، على انتصاراتنا الصغيرة، وعلى قوتنا في مواجهة ما كان.

وداعًا 2024، أيها الصديق الذي غمرنا بفيض من الستر والصحة وراحة البال، لن نقول وداعًا حزينًا، بل وداعًا مليئًا بالامتنان، فلتكن صفحة جديدة تُكتب بأحرف الأمل، في عام جديد نأمل أن يكون امتدادًا لما زرعنا.  

ها نحن نستعدّ، بأرواحٍ متجددة، لنرسم لوحة أخرى على جدار الزمن، واثقين أن في الغد ما يستحق الانتظار.

 

تم نسخ الرابط