من عهد الفاطميين إلى الرئيس السيسي.. مراحل تطوير مسجد السيدة زينب
صفحات مضيئة وجهود غير مسبوقة تسجلها الدولة المصرية في بناء وتطوير وعمارة المساجد سواء ما تم ويتم في مساجد آل البيت والصحابة والصالحين أو ما تم تشييده من مساجد تليق بتاريخ مصر وحاضرها فضلا عن ماتم من بناء وإحلال وتجديد وصيانة لمختلف المساجد في كافة المحافظات.
وضمن خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة والصالحين، وتأكيدا على الاهتمام بعمارة المساجد بصفة عامة ومساجد آل البيت بصفة خاصة، تلك النهضة غير المسبوقة في عمارة بيوت الله إنشاء وتطويرًا، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي برفقة مفضل سيف الدين سلطان البهرة مسجد السيدة زينب بعد تطويره بشكل كامل.
يأتي افتتاح مسجد السيدة زينب بعد افتتاح مسجد الإمام الحسين ومسجد السيدة نفيسة ومسجد السيدة فاطمة النبوية ومسجد السيدة رقية كدرة تاج لتطوير هذه المساجد وتعبير عن المكانة الكبيرة في قلوب المصريين والتي يتمتع بها أهل البيت لدى المصريين.
وشهد المسجد قيام وزارة الأوقاف عام 1940 ببناء المسجد الموجود حاليا، وقد ضاعفت مساحته في عام 1969 وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي شهدت ساحة المسجد توسعة كبيرة ثم تطويره على هذه الصورة التي تليق ببيوت الله العامرة.
تطوير شامل وغير مسبوق لمسجد السيدة زينب ليصبح صرحا عظيما يعبر عن فن العمارة الإسلامية، ويقف مع ما تم من عمارة بيوت الله في مصر شاهدا على أعظم عصر في عمارة المساجد بمصرنا العزيزة.
- من هي السيدة زينب؟
السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وجدتها لأمها السيدة خديجة بنت خويلد أولى أمهات المؤمنين، شقيقة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (رضي الله عنهم أجمعين).
ولدت في السنة السادسة للهجرة بالمدينة المنورة ونشأت في رعاية جدها (صلى الله عليه وسلم) حتى انتقل إلى جوار ربه تعالى، ثم لحقت به أمها السيدة فاطمة الزهراء أيضا بعد ستة أشهر.
وأوصتها أمها وهي على فراش الموت بأخويها الحسن والحسين بأن تكون لهما أما بعدها فكانت تلقب بـ"عقيلة بني هاشم".
وشارفت السيدة زينب سن الزواج فاختار لها أبوها ابن عمها عبد الله بن جعفر زوجا لها، وكان معروفا بمكانته العالية في بني هاشم وبني أمية، وانجبت منه ثلاثة بنين هم جعفر وعلي وعون وبنتين هما أم كلثوم - وأم عبد الله.
- مكانتها العلمية
نشأت السيدة زينب في بيت العلم والنبوة وكانت تشبه أباها علما وتقى وكان لها مجلس علمي حافل تقصده النساء للتفقه في الدين.
كانت مقيمة في المدينة المنورة ثم رحلت إلى مصر رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء فوصلت في شهر شعبان عام 61 هجرية واستقبلها أهل مصر استقبالا رائعا.
وهبها والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري قصره كله للإقامة فيه، لكنها اكتفت بغرفة واحدة فقط في القصر، أقامت فيها قرابة عام قبل وفاتها وجعلتها مكانا لتعبدها وزهدها، وتحولت هذه الغرفة بعد وفاتها إلى مقامها الآن، وأوصت قبل وفاتها بأن يتحول باقي القصر إلى مسجد.
وتتمتع السيدة زينب بمكانة عظيمة في قلوب المصريين، ولم لا وقد قالت السيدة زينب رضي الله عنها "يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا".
وقد أُطلق عليها المصريون ألقابا عديدة تعكس مكانتها وفضلها مثل "عقيلة بني هاشم"، "رئيسة الديوان"، "المشيرة"، "أم العواجز"، و"غفيرة مصر".
- تاريخ مسجد السيدة زينب
مسجد السيدة زينب هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة وينسب إلى حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت علي بن أبي طالب.
ويقع المسجد والضريح بحي السيدة زينب، ولم يسجل التاريخ تحديدا موعد دقيق لبناء المسجد، ولكن يروى أن المسجد بني على قبر السيدة زينب عام 85 هجرية ويقع في الميدان المسمى باسمه وكان يسمى قبل ذلك بقنطرة السباع.
تم تجديد المسجد عدة مرات، حيث جدد المسجد في سنة 951 هـ/1547م، ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1171 هـ/ 1768م، وبنى مقام الشيخ العتريس الموجود الآن خارج المسجد ونقش على المقصورة "يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك".
وفي عام 1940 أقامت وزارة الأوقاف المسجد الموجود حاليا وكان المسجد وقتها يتكون من سبع أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، وفي الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضي الله عنها محاط بسياج من النحاس الأصفر، وتعلوه قبة شامخة.
وفي عام 1969 ضاعفت وزارة الأوقاف مساحة المسجد وفي الواجهة الغربية يوجد مدخلان أحدهما يتوسط التجديد الأول والآخر في التجديد الثاني.
وفي نوفمبر عام 2022، أعلنت محافظة القاهرة عن خطة لتطوير حي السيدة زينب بشكل كامل، وذلك بهدف استعادة الحي العتيق لمظهره الحضاري والتاريخي الذي عرف به على مدار سنوات طويلة مضت.