”المرأة والمشهد الإبداعي الراهن”.. ندوة بالأعلى للثقافة
أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان "المرأة والمشهد الإبداعي الراهن" ضمن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وأدار اللقاء الدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة بني سويف، وشارك بها كل من: الكاتبة سلوى بكر، والكاتبة فاطمة ناعوت.
بدأت الكاتبة سلوى بكر حديثها بالثناء على رجال القضاء المصري الذين حكموا وانتصفوا للنساء من الرجال في قضايا مرفوعة منهم لرد الشرف ولإثبات النسب وغيرها، معتبرة أن تلك خطوة في دعم القضايا النسوية في مصر، مشيرة إلى أن المشهد الإبداعي للمرأة الآن في مصر له جذور منذ بدأت بعض الكاتبات تتبنى قضايا تخص المرأة والانتصاف لها من المجتمع، مستشهدة بأولئك الذين عالجوا وناقشوا قضايا حقيقية تخص المرأة المصرية وحقوقها، ومنهن: لطيفة الزيات في "الباب المفتوح"، حين عالجت حق المرأة في العمل المجتمعي، والعمل العام، وأليفة رفعت في "من يكون الرجل"، والتي ناقشت قضية ختان البنات، وحسن شاه "أريد حلًّا"، التي تحدثت حول قضايا المرأة الخاصة بالزواج والطلاق وبيت الطاعة، وقضايا الحياة الزوجية.
وتعد تلك الأعمال علامات فارقة في تاريخ الكتابة من خلال الإنتاج الإبداعي للنساء، وكانت مؤثرة اجتماعيًّا على نحو أو آخر.
وأكدت بكر أن المشهد الإبداعي اليوم شديد الثراء، فالمرأة لم تعد مجرد مشارك ثانوي في المشهد الإبداعي، ونلاحظ أن هناك أجيالًا متباينة تضارع ما يكتبه الرجال، وتتناول بعض النساء ما لا يتناوله الرجل، مستشهدة بالكتابة التاريخية، والنساء اللائي كتبن كتابة تاريخية عميقة، ومنهن "أليفة رفعت"، حين كتبت رواية "جوهرة فرعون"، والتي تحثت فيها عن العابدات الإلهيات، وتتحدث عن مرحلة من أخطر مراحل تاريخ مصر القديم، في الأسرة السادسة والعشرين، وهي مرحلة بدء اضمحلال الحضارة المصرية القديمة.
وأشارت أن هناك كتابات مهمة جدًّا تكتبها الأجيال الجديدة، موضحة أننا لا يمكن أن نتقدم إلا إذا آمن الرجال واقتنعوا أن إشكاليات النساء هي إشكاليات المجتمع، ولن ينهض المجتمع إلا باقتناع الرجال بهذا الحق والمشاركة على تعزيزه.
وتحدثت الكاتبة فاطمة ناعوت حول المرأة ككاتبة، وفي نفس الوقت كمادة للكتابة، مشيرة إلى أن المرأة المكتوب عنها هي القاسم المشترك لكل الكتاب، فلا موقف ولا دراما ولا حدث يخلو من المرأة، وبالتالي فهي بطلة أو محور أساسي في أي عمل إبداعي سواء شعر أو قصة أو مسرح أو فن تشكيلي، أو حتى نحت.
ولقد كانت إبداعات النساء سببًا في تغيير عدد من قوانين الأحوال الشخصية، كما غيرت نظرة المجتمع إلى النساء، وهذا هو الجانب المشرق في الموضوع.
وأشارت أن المرأة حين تكون هي الكاتبة فإنها تتهم بأن القصة قصتها، أيًّا كانت سمات البطلة وسلوكها، وهذا ما لا ينطبق على الرجل، فمن حق الرجل أن يكتب عن لص أو قاتل دون أن يتهم بالسرقة أو القتل ولكن الموقف ليس كذلك مع المرأة، ولذا فإن المرأة تواجه تحدِّيًّا أساسيًّا أثناء كتابتها، وهو تحدي درء فكرة الكتابة عن نفسها، أو أنها هي ذاتها بطلة ما تكتب، وتلك قضية شائكة ومعقدة لا سيما في الوقت الراهن.
وأعربت عن أمنيتها أن يرفع هذا الإصر عن المرأة وتركها لتبدع إبداعًا خالصًا، ومؤكدة أن المشهد الإبداعي لدى المرأة شديد الثراء والتنوع وبه حالات جديدة، وربما لا تستطيع الحركة النقدية مواجهة هذا السيل من التجارب الإبداعية النسائية.