من بين كل الجوائز التي يعلن عنها يوميًا، يشغلني دائمًا الاخبار الخاصة بجائزة "مصر للتميز الحكومي"، والتي اطلقتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية قبل سنوات قليلة حرصًا منها علي دعم النماذج المتميزة والمشرفة داخل الوزارات، وذلك لمواكبة التطورات وتنمية القدرات البشرية من خلال وجود جائزة وطنية للتميز الحكومي تشيع جو التنافس الإيجابي الفعال والبناء وترسيخ مبادئ وقيم التميز في جميع قطاعات الدولة والذي تجني ثماره بلادنا من تقدم وتطور وازدهار ودعمًا للتنافسية المؤسسية والعمل بروح الفريق تأتي فكرة تنظيم مسابقة سنوية للتميز الحكومي ليس فقط على مستوى الأفراد بل أيضًا على مستوى المؤسسات.
ولأن "التميز" داخل دولاب العمل الحكومي، أمر صعب رصده إلا بالعين المجردة، فكانت الصدفة وحدها هي من قادتني الي المهندس "محمد السيد" وأمام مكتبة الكائن في حي شرق مدينة نصر وقفت اتابع من بعيد، كيف يتعامل مع الجمهور؟ وبغض النظر عن مستوي طالب الخدمة، تجده يتعامل بكل ترحيب وابتسامه لا تغيب عن وجهة طوال فترة الحديث بين وبين الجمهور، يسمع لهذا ويستجيب لشكوي هذا دون كلل او ملل.
دفعني الفضول، لمعرفة المهمة المسئول عنها، فعرفت انه مسئول المحلات، وهي مسألة لو تعلمون كبيرة داخل حي مترامي الاطراف مثل حي شرق مدينة نصر، اضف الي ذلك هي مهمه تجعلك طوال الوقت في مرمي نيران الكبار، فكم من اصحاب محلات ومكاتب وشركات داخل هذا الحي لا يمتلكون شبكة علاقات قوية بواحدة من الجهات التي يتمني ضعاف النفوس خدمتهم، ورغم ذلك لا يعنيه مثل تلك الأمور، فهو ينفذ صحيح القانون ومن خلفة رئاسة الحي التي تدعمه في تنفيذ القانون علي الكبير قبل الصغير.
ولأن التعميم اصبح أفه المجتمع، اتمني ان نظهر النماذج المشرفة داخل وزارة التنمية المحلية، فقد سبق وشهد حي شرق مدينة نصر واقعة اخري لموظف رفض رشوة قدرها مليون جنيه وتم تكريمه، وهو ما يشير الي وجود قيادة رشيدة حكيمة.
نهاية القول، أتمني ان تذهب جائزة "مصر للتميز الحكومي" هذا العام الي من يستحقوها في ضوء وقائع، حتى يكونوا نموذج ومثل أعلي لباقي الموظفين.
