رئيس التحرير
أيمن حسن

بعد عودة نتنياهو للسلطة.. تاريخ أطول زعماء إسرائيل حكماً

نتنياهو
نتنياهو

خلال السنوات الـ 15 التي قضاها رئيسا لوزراء إسرائيل، كان بنيامين نتنياهو زعيمها الأطول خدمة، وأول من واجه محاكمة جنائية أثناء وجوده في منصبه الرفيع.

ولقبه أنصاره بـ "الملك بيبي" و "الساحر" لمهاراته في الفوز بالانتخابات، فقد واجه رئيس حزب الليكود اليميني في إسرائيل أكبر تحد له وهو يناضل من أجل بقائه السياسي أثناء محاكمته بتهم الفساد.

ويعود الفضل في نجاحه في استطلاعات الرأي إلى صورته باعتباره الشخص الأفضل للحفاظ على إسرائيل في مأمن من القوى المعادية في الشرق الأوسط.

فلقد اتخذ موقفا متشددا تجاه الفلسطينيين، ووضع المخاوف الأمنية على رأس أي مفاوضات حول السلام، وحذر منذ فترة طويلة من الخطر الإيراني على إسرائيل.

إرث شقيقه

ولد بنيامين نتنياهو الملقب بـ "بيبي" في تل أبيب عام 1949.

وانتقلت عائلته عام 1963 إلى الولايات المتحدة عندما عُرض على والده المؤرخ والناشط الصهيوني، بن صهيون نتنياهو، منصب أكاديمي وهو في سن الثامنة عشرة.

عاد بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل، وقضى 5 سنوات مميزة في الجيش، خدم في وحدة قوات خاصة (كوماندوز) برتبة كابتن.

وشارك في غارة على مطار بيروت عام 1968 وفي حرب أكتوبر من عام 1973.

وبعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وحصل على درجة البكالوريوس والماجستير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وقُتل شقيقه جوناثان في عام 1976 أثناء قيادة غارة لإنقاذ رهائن من طائرة مخطوفة في عنتيبي بأوغندا، وكان لذلك أثر عميق على عائلة نتنياهو، إذ أصبح اسمه أسطوريا في إسرائيل.

وأنشأ نتنياهو معهدا لمكافحة الإرهاب إحياء لذكرى أخيه، وفي عام 1982 أصبح نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في واشنطن.

وبين عشية وضحاها، انطلق نتنياهو في الحياة العامة، وهو يتحدث الإنجليزية بنبرة أمريكية مميزة، كما أنه أصبح وجها مألوفا في التلفزيون الأمريكي ومدافعا فعالا عن إسرائيل.

وعين ممثلا دائما لإسرائيل في الأمم المتحدة في نيويورك عام 1984.

الصعود إلى السلطة

عندما عاد إلى إسرائيل في عام 1988 انخرط في السياسة الداخلية وفاز بمقعد عن حزب الليكود في الكنيست (البرلمان) وأصبح نائب وزير الخارجية.

وأصبح فيما بعد رئيسا للحزب، ثم أصبح رئيس الوزراء الأول الذي انتخب بشكل مباشر إثر انتخابات مبكرة بعد اغتيال إسحاق رابين في عام 1996.

ويعد نتنياهو أيضا أصغر زعيم لإسرائيل وأول من ولد بعد قيام الدولة عام 1948.

ورغم انتقاده بشدة لاتفاقات أوسلو للسلام عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين، فقد وقع نتنياهو اتفاقا لتسليم 80 في المئة من الخليل إلى سيطرة السلطة الفلسطينية ووافق على انسحابات أخرى من الضفة الغربية مما أثار استياء اليمين.

وفقد منصبه في عام 1999 بعد أن دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها بـ 17 شهرا، وهزمه زعيم حزب العمل إيهود باراك.

انبعاث سياسي

تنحى نتنياهو عن منصبه كزعيم لحزب الليكود وخلفه أرييل شارون.

وبعد انتخاب شارون رئيسا للوزراء في عام 2001 عاد نتنياهو إلى الحكومة، أولا كوزير للخارجية ثم وزيرا المالية. وفي عام 2005 استقال احتجاجا على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط.

وجاءت فرصته مرة أخرى في عام 2005 عندما انفصل شارون، قبل إصابته بجلطة دماغية شديدة تركته في غيبوبة، عن الليكود وأسس حزبا وسطيا جديدا هو كاديما.

وقد فاز نتنياهو بقيادة الليكود مرة أخرى وانتخب رئيسا للوزراء للمرة الثانية في مارس من عام 2009.

ووافق على تجميد غير مسبوق لبناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة 10 أشهر مما سمح بإجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين، لكن المفاوضات انهارت في أواخر عام 2010.

ورغم أنه أعلن في عام 2009 عن قبوله المشروط بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، فقد شدد موقفه فيما بعد. وقال لمحطة إذاعية إسرائيلية في عام 2019: "لن يتم قيام دولة فلسطينية مثل التي يتحدث عنها الناس، هذا لن يحدث".

الصراع في غزة

أدت الهجمات الفلسطينية والعمل العسكري الإسرائيلي بشكل متكرر إلى دخول إسرائيل في مواجهة داخل قطاع غزة وحوله قبل وبعد عودة نتنياهو إلى السلطة في عام 2009.

واندلع الصراع الرابع من نوعه خلال 12 عاما فقط في مايو 2021 ، مما أدى إلى توقف مؤقت للجهود التي تبذلها الأحزاب المعارضة لنتنياهو للإطاحة به في أعقاب سلسلة من الانتخابات غير الحاسمة.

وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت تحظى خلال الصراعات بدعم الولايات المتحدة، أقرب حليف لها، إلا أن العلاقات بين نتنياهو والرئيس باراك أوباما كانت صعبة.

وكانت العلاقات بينهما قد وصلت إلى أدنى مستوى لها عندما خاطب نتنياهو الكونغرس في مارس من عام 2015، محذرا من "اتفاق سيئ" ينبثق عن مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووي، وقد نددت إدارة أوباما بالزيارة ووصفتها بأنها تدخل في شؤونها.

صلاته بترامب

وقد أدى وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة في عام 2017 إلى توثيق التوافق بين سياسات الحكومة الأمريكية والإسرائيلية، وفي غضون عام أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وجود ترامب بالبيت الأبيض "فرصة تحدث مرة واحدة في التاريخ "

وأثارت هذه الخطوة غضبا في أنحاء العالم العربي الذي يدعم مطالبة الفلسطينيين بالنصف الشرقي من القدس التابع لإسرائيل منذ حرب عام 1967، لكنها منحت نتنياهو زخما سياسيا ودبلوماسيا كبيرا.

وبعد أكثر من عام بقليل، اعترف ترامب أيضا بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية منقلبا على عقود من السياسة الأمريكية بهذا الشأن وقد أشاد به نتنياهو.

كما أشاد نتنياهو في يناير من عام 2020 بخطة ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين ووصفها بأنها "فرصة القرن"، على الرغم من رفض الفلسطينيين لها باعتبارها أحادية الجانب.

كما اتفق نتنياهو مع ترامب بشأن إيران، إذ رحب بانسحاب الرئيس الأمريكي في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران.

المحاكمة

تعرض نتنياهو بعد عام 2016 للتحقيق في اتهامات تتعلق بالفساد والذي بلغ ذروته بتوجيه الاتهام إليه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بثلاث قضايا منفصلة في نوفمبر من عام 2019.

اتهام زوجة بنيامين نتنياهو بـ"الاحتيال وإساءة استخدام المال العام"

ويُزعم أن نتنياهو قد قبل هدايا من رجال أعمال أثرياء وقدم خدمات في محاولة الحصول على تغطية صحفية أكثر إيجابية.

ونفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويقول إنه ضحية تعقب يشبه "مطاردة الساحرات في العصر الوسيط" دبره خصومه.

وخضع للمحاكمة في مايو من عام 2020، ليصبح أول رئيس وزراء في الخدمة يتعرض لذلك، ورفض دعوات المعارضين له بالتنحي.

ونجا نتنياهو من 3 انتخابات عامة غير حاسمة في أقل من عام وفاز بولاية خامسة قياسية، وكل ذلك في ظل ادعاءات جنائية، ووافق على تقاسم السلطة مع المنافس السياسي بيني غانتس في حكومة وحدة وطنية نادرة شكلت للتعامل مع طوارئ فيروس كورونا.

وأدى انهيار تلك الحكومة بعد 8 أشهر فقط إلى إجراء انتخابات رابعة خلال عامين. وعلى الرغم من أن حزب الليكود فاز بأكبر عدد من المقاعد، إلا أن المعارضة بين الأحزاب اليمينية الأخرى لاستمرار نتنياهو كرئيس للوزراء كانت تعني أنه لن يستطيع تأمين أغلبية.

تم نسخ الرابط