مرصد الأزهر يحذر من التطرف الأخلاقى عبر السوشيال ميديا
قال مرصد الأزهر في مقال له إن أشكال التطرف تباينت واختلفت وفق مقتضيات الزمان ومتطلبات المكان، ولم يعد يقتصر على ترويع الآمنين وإراقة دماء الأبرياء، وإنما تنتشر -وفي هدوء- أنماط مختلفة أكثر نعومة تسيء استغلال الوسائل الإلكترونية بما لها من قدرة فائقة على النفوذ بين جميع الأوساط والبيئات الاجتماعية، في هدم الثوابت الأخلاقية وترويج السلبيات لا سيما بين فئات الأطفال والشباب، وهو ما يمكننا أن نطلق عليه مسمى: "التطرف الأخلاقي" أو بعبارة أخرى، الإفراط أو التفريط في اتباع سلوكيات أخلاقية معينة.
وحذر المرصد من التطرف الأخلاقي عبر مواقع السوشيال ميديا حيث انتشرت ملايين الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات (يوتيوب) و(تيك توك)، انطوت على أهداف ورسائل مختلفة بعضها لا يراعي المعايير الفنية والأخلاقية المجتمعية.
وبالتالي تحولت المنصات الاجتماعية إلى قنبلة موقوتة، تهدد بكارثة كبيرة توشك أن تنفجر من شدة ما وصلت إليه من أقصى درجات التردي الأخلاقي، وكان من نتائجها انتشار الجرائم الوحشية. ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير مثل هذه الفيديوهات التي تقدم نماذج للانحراف الأخلاقي والعنف السلوكي، على انتشار معدلات الجريمة، وغياب الوازع الديني وقيم التسامح، الأمر الذي يضعنا جميعًا في مواجهة ضد نوع من أخطر أنواع التطرف عبر منصات السوشيال ميديا.
وعن سبل مكافحة التطرف الأخلاقي، وكيفية الوقاية من تداعياته السلبية تابع المرصد أن أهم العوامل التي تساهم في هذه الظاهرة، هي غياب المسؤولية الاجتماعية، وسيادة المادة والمال على العقول، وشهوة الحصول على المال دون تعب.
ويدعو المرصد إلى مكافحة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وتحرير الأجيال القادمة من سيطرة الميديا. من خلال تأسيس مواقع تفاعلية في الجامعات والمؤسسات التربوية، يقوم عليها مختصون من أجل تبني أفكار الشباب وتوجيهها وفق أسس سليمة لمعالجة ما يطرأ من أفكار تطرفية خاطئة، تنتهي في بعض الأمور بقتل البعض أو هتك أعراضهم.
وطالب المرصد الجميع بأن يدرك أنه مسئول أمام الله عن تربية أولاده وكيفية تنشئتهم؛ فالنبي (صلى الله عليه وسلم) وصى الجميع وقال: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، حيث أن التغيير لا يحدث في عشية وضحاها، وأنه عملية معقدة تحتاج إلى العديد من العوامل والمحفزات، ودورنا بوصفنا مؤسسة تعليمية وتوعوية هو بناء الإنسان، والتنبيه على خطورة كل ما أو من يفعل غير ذلك، وبأن خطورة هذا التطرف الأخلاقي لا تقل بأي شكل من الأشكال عن بقية أنواع التطرف.