السيسي يقود مسيرة رأب الصدع بين العرب
مكاسب بالجملة من زيارة الرئيس لقطر.. وتوقيت حساس قبل القمة العربية
تعاون اقتصادي على كافة الأصعدة.. وترحيب قطري بعودة العلاقات لسابق عهدها
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار اليومين الماضيين، زيارة هامة وفي توقيت حساس إلى قطر، حيث كان في استقباله فور وصوله مطار حمد الدولى بالعاصمة القطرية الدوحة، الأمير تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر.
الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جاء وسط حالة من الشقاق تعتري القلب العربي، وخلافات جمة لا تنتهي، سعى لرأب الصدع بين الأشقاء العرب، وطي صفحة الخلافات، وتوجه في زيارة لقطر بدعوة من شقيقة الأمير تميم بن حمد، ليسكت كل الأبواق الشامتة ويسد الطريق أمام أي تغرة لمحاولة إشعال الخلاف العربي .
زيارة الرئيس إلى قطر شهدت عددا من الرسائل الهامة، إضافة إلى تحقيق مكاسب جمة نحاول أن نشتعرضها معكم في السطور التالية:-
إعادة العلاقات المصرية القطرية لسابق عهدها
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الاربعاء، جلسة مباحثات ثنائية مع الامير تميم بن حميد، أمير دولة قطر في الديوان الملكي القطري.
وأشاد أمير قطر بالروابط الأخوية التى تجمع بين البلدين الشقيقين، وذلك بعد ان عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العربى والخليجى على كافة الأصعدة، مع التأكيد على حرص قطر على تعزيز أطر التعاون الثنائى بين الجانبين فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، من خلال زيادة الاستثمارات القطرية فى مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها .
وأكد الرئيس السيسى، انفتاح مصر نحو تعميق العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، ودفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية، في خطوة تأتي لإعادة العلاقات المصرية القطرية لسابق عهدها.
الحفاظ على استقرار وأمن المنطقة
شهد لقاء الرئيس السيسي والأمير تميم، مناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وتعظيم العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية المشتركة، الامر الذي من شانه دفع العلاقات الثنائية بين الجانبين بشكل إيجابي في مختلف المسارات.
كما تبادل كلاً من الزعيمان الرؤى بشأن تطورات القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق بشأن أهمية تعزيز التنسيق بين البلدين لتسوية سياسية مستدامة لأزمات المنطقة وذلك كجزء أساسي من الحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية والشرق الأوسط.
مكاسب اقتصادية
جاءت زيارة الرئيس إلى قطر لتفتح الباب أمام تحقيق مكاسب اقتصادية عدة، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي للاستثمارت والتنمية وجهاز قطر للاستثمار، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر.
كما شهد الرئيس توقيع مذكرة تفاهم في مجال الشئون الاجتماعية بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين مصر وقطر.
كما شهدت الزيارة، لقاءا جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع ممثلي رابطة رجال الأعمال القطريين، وذلك فى مقر إقامته في العاصمة القطرية الدوحة.
وجرى اللقاء بمشاركة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري، والشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة الرابطة، وبحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.
واعرب الرئيس عن ترحيبه باللقاء الذي يجسد روح التعاون الأخوي بين مصر ودولة قطر، مؤكداً حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات القطرية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدين الشقيقين، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
توقيت حساس
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى قطر تأتي كذلك في توقيت حساس، حيث أنها تسبق القمة العربية القادمة بالجزائر، في وقت تمر الأمة العربية، بالعديد من الأزمات والتوترات.
وشدد الرئيس، فى حواره مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، وفي مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميلشيات المسلحة.
وتابع: "وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية، وكذلك تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك اية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها وغلق الباب أمام أي تدخلال الخارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي. تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل المنطقة العربية، وهذا هو الإطار الذي نتطلع للتعاون من خلاله مع الأخوة والأشقاء العرب خلال القمة القادمة".
كما تبادل الزعيمان الرؤى بشأن تطورات القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق بشأن أهمية تعزيز التنسيق بين البلدين لتسوية سياسية مستدامة لأزمات المنطقة وذلك كجزء أساسي من الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمى، وبما يحقق آمال الشعوب العربية في العيش في سلام واستقرار.