تحديات تواجه رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة ”تفاصيل”
تواجه ليز تراس، التي تولت رئاسة الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء رسميا، سلسلة من أصعب المهمات والأزمات في بلادها لم يمر بها رئيس وزراء جديد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وفي مقدمتها الكساد الاقتصادي وارتفاع أسعار الطاقة وصراع بين العمال وأصحاب العمل.
وتتولى تراس هذا المنصب خلفا لبوريس جونسون الذي اضطر للاستقالة بعد ثلاث سنوات صاخبة قضاها في المنصب.
وذكر قصر بكنجهام في بيان أن الملكة "استقبلت اليوم عضو البرلمان تراس وطلبت منها تشكيل حكومة جديدة. وقبلت السيدة تراس عرض صاحبة الجلالة".
وفي وقت لاحق ستوجه تراس، وزيرة الخارجية السابقة التي تبلغ من العمر 47 عاما، كلمة إلى الشعب من مقر رئيس الوزراء في داونينج ستريت قبل تعيين حكومتها. وحث جونسون البلاد وحزبه على توحيد صفوفه وراء رئيسة الوزراء الجديدة.
أزمات اقتصادية
وترث تراس اقتصادا يواجه أزمة مع معدل تضخم مرتفع وتصاعد تكاليف الطاقة وتحذير بنك إنجلترا من كساد طويل مع نهاية العام الجاري. وبالفعل بدأ العمال في أنحاء البلاد إضرابا عن العمل.
وتسببت خطة تراس لإحياء الاقتصاد من خلال تخفيضات ضريبية مع احتمال تخصيص نحو 100 مليار جنيه إسترليني للحد من تكاليف الطاقة في انزعاج الأسواق المالية بشدة، مما دفع المستثمرين إلى التخلص من الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية.
واستلمت تراس مسؤولية قيادة بريطانيا وهي تحوز تأييدا سياسيا أضعف من ذلك الذي تمتع به العديد من أسلافها.
وشغلت تراس مناصب رئيسية في الحكومة على مدى ثماني سنوات، لكنها هزمت منافسها ريشي سوناك على منصب زعيم الحزب في تصويت لأعضاء الحزب بهامش فوز أقل مما كان متوقعا، كما أنها لم تكن في البداية الخيار الأول للمشرعين أعضاء الحزب.
وفي كلمة إلى الصحفيين والسياسيين الذين تجمعوا في داونينج ستريت في وقت سابق، الثلاثاء، قال جونسون، الذي حاول البقاء في المنصب في يوليو على الرغم من الاستقالة الجماعية للوزراء إن البلاد لا بد أن تتحد خلف تراس.
وقال في خطاب الوداع "ما أقوله لزملائي المحافظين، حان الوقت لإنهاء المشاحنات السياسية... حان الوقت لنا جميعا للوقوف وراء ليز تراس وفريقها وبرنامجها".
وبعد أن ألقى الكلمة خارج داوننغ ستريت، غادر جونسون لندن متجها إلى اسكتلندا حيث قدم استقالته للملكة إليزابيث (96 عاما) قبل أن تتبعه تراس إلى قلعة بالمورال.
واستغل جونسون خطاب رحيله للتفاخر بنجاحاته، بما في ذلك إطلاق برنامج للتطعيم المبكر خلال الجائحة ودعمه لأوكرانيا منذ بداية معركتها ضد روسيا.
وأضاف إلى ما وصفه بقائمة إنجازاته الرئيسية الخروج من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن استطلاعات الرأي تبين الآن أن أغلبية البريطانيين ترى أن الخروج من التكتل كان خطأ.
أزمات سياسية
سقطت بريطانيا التي يحكمها حزب المحافظين منذ عام 2010، في أزمة تلو الأخرى في السنوات الماضية وتواجه الآن احتمال حالة طوارئ طويلة في مجال الطاقة يمكن أن تستنزف مدخرات الأسر وتهدد الشركات التي ما زالت مثقلة بديون فترة جائحة كوفيد
من المقرر أن تقفز فواتير استهلاك الأسر من الطاقة بنسبة 80 في المئة في أكتوبر، لكن مصدرا قال لوكالة رويترز إن تراس يمكن أن تجمد الفواتير بموجب خطة قد تتكلف 100 مليار جنيه إسترليني (115.33 مليار دولار) بما يتجاوز تعويضات الحكومة للعمال المتضررين خلال جائحة كوفيد-19.
وليس من الواضح كيف ستمول بريطانيا هذا الدعم لكن المرجح أن تزيد الاقتراض الحكومي.
وأدى حجم الحزمة، بالإضافة إلى حقيقة أن الأزمة يمكن أن تستمر عامين، إلى إثارة قلق المستثمرين.